Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

احتمالات المواجهة بين إيران واسرائيل
هشام صلاح

هشام صلاح


بقلم هشام صالح
مدير عام الموارد البشرية بجامعة السادات

مع كل دقيقية تمر هناك مخاوف من اتساع نطاق الحرب في الشرق الاوسط، واكثر الجبهات المتوقعة تتمحور حول ايران سواء بشكل مباشر بين ال ابيب وطهران او بين تل ابيب واحد اذرعتها في المنطقة بمعنى ادق حزب الله في جنوب لبنان، والمعروف أن إيران لديها قوات مسلحة قوية تتضمن الجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني والقوة الجوية الإيرانية والبحرية الإيرانية. على مر السنين، أعلنت إيران عن تطوير وتجربة مجموعة متنوعة من الأنظمة العسكرية بما في ذلك الصواريخ والأسلحة النووية المحتملة. ومع ذلك، يجب مراعاة أن التقديرات الدقيقة لقدرة إيران العسكرية تعتمد على العديد من العوامل المعقدة مثل التكتيكات والتكنولوجيا والتدريب والتمويل والتوترات الإقليمية والعلاقات الدولية.
في كل الأحوال فان الاتجاه الأكثر ترجيحا هو تدخل حزب الله بالإنابة في الحرب الجارية حاليا،  وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب خاصة إذا تدخلت أطراف خارجية في الحرب، مثل إيران أو روسيا، فمن المرجح أن تتصاعد الحرب وتنتشر إلى جبهات أخرى.
ويرى مراقبون أن "حزب الله" خطط لـ"اشتباكات مدروسة" عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، لإبقاء القوات الإسرائيلية "منشغلة"، واكتفى "حزب الله" اللبناني بتدخل محدود النطاق حتى الآن، في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وسط دعوات بعدم فتح جبهة ثانية ضد تل أبيب، وتجنب المزيد من التوتر.
وفعليا فان حزب الله يتجنب حتى الآن استدراج إسرائيل إلى عمل عسكري مكلف للغاية، خاصة أن "لبنان فقد مقومات الصمود أمام عملية عسكرية واسعة أو حرباً مفتوحة، لأن البلد لا يمتلك القدرات التي كانت موجودة في عام 2006". فضلا عن ان قرار فتح الجبهة اللبنانية مع إسرائيل تتخذه إيران، وليس (حزب الله)، وهذا من الممكن أن يحدث في حالتين، الأولى إذا شعرت طهران أن مصير حماس على المحكّ، وهذا يتوقف على نتائج العملية العسكرية الإسرائيلية في غزّة، والثانية في حال توجيه ضربة مباشرة إلى إيران نفسها، وبالتالي طهران لا تتعجل فتح جبهة الآن طالما أن إسرائيل في مأزق، إلّا إذا نجحت الأخيرة في حربها على غزة".
لكن اذا نظرنا الى موازين القوة التي تغيرت في اعقاب تزايد الاساطيل الامريكية في البحر المتوسط أمام شواطئ إسرائيل ، فات "إيران و(حزب الله)، غير مستعدتين لمنح إسرائيل ساحة انتقام تعوضها ما خسرته في عملية (طوفان الأقصى)، أو بتسهيل مخرج لها لذلك كل ما نشهده الآن هو تسخين للجبهة ليقول (حزب الله) نحن جاهزون، وشركاء في الانتصار الذي حققته (حماس)، لكن إذ ساءت الأمور كثيراً في غزّة، قد يأتي الأمر الإيراني بفتح جبهة الجنوب اللبناني".
في سياق متصل، رجحت وثيقة استخباراتية أميركية ألا يشن "حزب الله"، هجوماً واسع النطاق على إسرائيل.  واعتبر محللون استخباراتيون أميركيون في وثيقة "سرية للغاية" يعود تاريخها إلى فبراير الماضي، أن "التوازن بين إسرائيل و(حزب الله) يقلل من خطر نشوب حرب واسعة النطاق خلال العام الجاري".وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الماضى، أن هذه الافتراضات خضعت للاختبار في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" الفلسطينية، السبت الماضي، على جنوب إسرائيل، ووصفته الصحيفة بأنه كان "مباغتاً للمسؤولين الإسرائيليين والأميركيين على حد سواء بشكل شبه كامل". وأفادت الوثيقة بأن التحليل الذي أعدته إدارة الاستخبارات الأميركية لهيئة الأركان المشتركة في فبراير الماضي، اعتبر أن إسرائيل و"حزب الله" "استقرا في وضع الردع المتبادل" منذ إبرام الاتفاق التاريخي بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر 2022، والذي اتفقت بموجبه الدولتان على ترسيم حدودهما البحرية المتنازع عليها. 
ووفقاً للوثيقة التي حصلت عليها "واشنطن بوست" حصرياً بعد مشاركتها على منصة "ديسكورد"، قطعت إسرائيل و"حزب الله" خطوات للمحافظة على "حالة التأهب لاستخدام القوة، ولكن في إطار أنماط الاشتباك التاريخية"، ما يعني "تجنب سقوط ضحايا والرد على الاستفزازات على نحو متكافئ".
وذكرت الوثيقة: "على سبيل المثال، قد تنفذ إسرائيل عمليات تخريبية في لبنان، أو تطلق النار على أرض خاوية، فيما يسقط (حزب الله) مسيرة إسرائيلية، أو يطلق صواريخ على الجزء الشمالي من إسرائيل، وعلى الرغم من استفزازية هذه الأعمال، إلا أنها تراعي تجنب وقوع إصابات، بحيث يثبت كل طرف للآخر استعداده وقدرته على توجيه الضربات دون إثارة أعمال عدائية أوسع نطاقاً".
لكن التحليل أشار إلى عوامل أخرى يمكن أن تقلب هذا التوازن، بينها "عدم قدرة (حزب الله) على كبح جماح الحركات المسلحة الفلسطينية"، مثل (حماس) التي تعمل أيضاً من داخل لبنان، موضحاً أنه في أبريل الماضي، تم إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان على إسرائيل، وهو الهجوم الذي نسبه الجيش الإسرائيلي إلى عناصر (حماس) الذين التقى قادتهم الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، قبل وقوع الهجوم بيوم واحد في لبنان. 
وكشف التحليل الاستخباراتي عن أنه منذ أشهر "أدركت إسرائيل أنها تواجه خطراً كبيراً ناجماً عن سوء التقدير؛ بسبب أنشطة عناصر (حماس) التي تتخذ من لبنان مقراً لها، وعلى الرغم من أن (حزب الله) ربما لا يتطلع إلى خوض حرب ضد إسرائيل، إلا أن هذه النتيجة لا تخضع لسيطرته بشكل كامل".
في حقيقة الامر هناك إعادة تعريف للدور الإسرائيلي في المنطقة، ولا يمكن لإسرائيل أن تدخل حتى في مسألة التطبيع، وأن تقول إن لها دوراً في حماية المنطقة. أعتقد أن كل هذه الإخفاقات العسكرية تطرح السؤال بشأن وظيفة إسرائيل الجديدة ودورها، وهل بإمكانها أن تستمر في عدوانيتها، وإدارة الظهر لكل محاولات التسوية في المنطقة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، وإعطاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
أما إذا أراد (حزب الله) أخذ القرار بالحرب أتوقع أن تفقد المقاومة الفلسطينية بعدها العربي، وتكون الدول العربية غير ملزمة بدعم غزة وفلسطين، لذلك فهناك صعوبة أن يقدم الحزب على دخول الحرب، وهذا هو المرجح.



تواصل معنا